حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال
سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر
رواه البخاري 4918 و مسلم 2853
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قَوْله : ( سُفْيَان )
هُوَ الثَّوْرِيّ .
قَوْله : ( عَنْ مَعْبَد بْن خَالِد )
هُوَ الْجُدُلِيّ بِضَمِّ الْجِيم وَالْمُهْمَلَة وَتَخْفِيف اللَّام , كُوفِيّ ثِقَة , مَا لَهُ فِي الْبُخَارِيّ سِوَى هَذَا الْحَدِيث وَآخَر تَقَدَّمَ فِي كِتَاب الزَّكَاة وَثَالِث يَأْتِي فِي الطِّبّ .
قَوْله : ( أَلَا أُخْبِركُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّة ؟ كُلّ ضَعِيف مُتَضَعِّف )
بِكَسْرِ الْعَيْن وَبِفَتْحِهَا وَهُوَ أَضْعَف . وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " مُسْتَضْعَف " وَفِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عِنْد الْحَاكِم الضُّعَفَاء الْمَغْلُوبُونَ , وَلَهُ مِنْ حَدِيث سُرَاقَة بْن مَالِك : الضُّعَفَاء الْمَغْلُوبُونَ . وَلِأَحْمَد مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة : الضَّعِيف الْمُسْتَضْعَف ذُو الطِّمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ . وَالْمُرَاد بِالضَّعِيفِ مَنْ نَفْسُهُ ضَعِيفَة لِتَوَاضُعِهِ وَضَعْف حَاله فِي الدُّنْيَا , وَالْمُسْتَضْعَف الْمُحْتَقَر لِخُمُولِهِ فِي الدُّنْيَا .
قَوْله : ( عُتُلٍّ )
بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَالْمُثَنَّاة بَعْدهَا لَام ثَقِيلَة قَالَ الْفَرَّاء : الشَّدِيد الْخُصُومَة . وَقِيلَ الْجَافِي عَنْ الْمَوْعِظَة . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة : الْعُتُلّ الْفَظّ الشَّدِيد مِنْ كُلّ شَيْء , وَهُوَ هُنَا الْكَافِر , وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ الْحَسَن : الْعُتُلّ الْفَاحِش الْآثِم . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْعُتُلّ الْغَلِيظ الْعَنِيف . وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : السَّمِين الْعَظِيم الْعُنُق وَالْبَطْن . وَقَالَ الْهَرَوِيُّ : الْجَمُوع الْمَنُوع . وَقِيلَ : الْقَصِير الْبَطْن قُلْت : وَجَاءَ فِيهِ حَدِيث عِنْد أَحْمَد مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن غَنْم وَهُوَ مُخْتَلَف فِي صِحَّته قَالَ : سُئِلَ رَسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْعُتُلّ الزَّنِيم قَالَ : هُوَ الشَّدِيد الْخَلْق الْمُصَحَّح , الْأَكُول الشَّرُوب , الْوَاجِد لِلطَّعَامِ وَالشَّرَاب , الظَّلُوم لِلنَّاسِ , الرَّحِيب الْجَوْف .
قَوْله : ( جَوَّاظ )
بِفَتْحِ الْجِيم وَتَشْدِيد الْوَاو وَآخِره مُعْجَمَة الْكَثِير اللَّحْم الْمُخْتَال فِي مَشْيه حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ , وَقَالَ اِبْن فَارِس : قِيلَ هُوَ الْأَكُول , وَقِيلَ الْفَاجِر . وَأَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيث أَبُو دَاوُدَ عَنْ عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة عَنْ وَكِيع عَنْ الثَّوْرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد مُخْتَصَرًا . " لَا يَدْخُل الْجَنَّة جَوَّاظ وَلَا جَعْظَرِيّ " قَالَ : وَالْجَوَّاظ الْفَظّ الْغَلِيظ اِنْتَهَى وَتَفْسِير الْجَوَّاظ لَعَلَّهُ مِنْ سُفْيَان , وَالْجَعْظَرِيّ بِفَتْحِ الْجِيم وَالظَّاء الْمُعْجَمَة بَيْنهمَا عَيْن مُهْمَلَة وَآخِره رَاء مَكْسُورَة ثُمَّ تَحْتَانِيَّة ثَقِيلَة قِيلَ : هُوَ الْفَظّ الْغَلِيظ , وَقِيلَ : الَّذِي لَا يَمْرَض , وَقِيلَ : الَّذِي يَتَمَدَّح بِمَا لَيْسَ فِيهِ أَوْ عِنْده , وَأَخْرَجَ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَّهُ تَلَا قَوْله تَعَالَى ( مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ - إِلَى - زَنِيمٍ ) فَقَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " أَهْل النَّار كُلّ جَعْظَرِيّ جَوَّاظ مُسْتَكْبِر " .