الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين أما بعد
فقد انتشر بين كثير من الناس أن من السنة للغضبان أن يتوضا حتى يطفأ غضبه
فإذا رأى أحدهم غضبانا ربما قال له توضأ ويرون أنه حديث صحيح وفعل يدفع الغضب ويذهب بجمرته
بل أني حدثت عن امرأة من الصالحات تجاوبا مع هذا الحديث كانت إذا غاضبها زوجها دخلت الحمام (المعاصر )
وصبت الماء بلباسها على جميع بدنها لتطفأ الغضب وهو أبلغ عندها من الوضوء لو كانت تعمل بالحديث
والحديث لايصح والعمل بالحديث الضعيف في العلم ضعيف لأن الحديث الضعيف لايثبت به خصلة مستحبة
وهو الحديث الذي رواه أحمد في مسنده وأبوداود وغيرهما من طريق أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ
وسنده ضعيف
ففيه أبو وائل القاص ليس بذاك كما أفاد الحافظ ابن حجر وأجاد
قال ابن حبان: يروي العجائب .
ويغني عنه عند الغضب أفعال ثبتت بها أحاديث
1- السكوت وترك التمادي في الغضب.
روى الامام أحمد في مسنده قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ لَيْثًا سَمِعْتُ طَاوُسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ
2- الجلوس وإلا الاضجاع .
روى أبوداود بسند صحيح عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ
3- الاستعاذة من الشيطان.
روى البخاري في صحيحه عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌ
فليتثبت المسلم من الاحاديث التي يعمل بها وليتق الله فليس كل حديث مشهور صحيح كما يظنون أن دخول الخلاء باليسار ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم والاشارة على الصفا ثلاثا والمروة تجاه البيت مع التكبير كذلك واعتقاد كل منهما لاأصل له
كتبه: ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار