لو كان الحياء سلعة ، لإشتريته لهم !
عندما كنت صغيرا ، كانت أمي دائما تنصحني بأن أكون عفيفا لا يملك الشيطان مدخلا إلي ..
و أن أتسلح بالحياء لأنه السلاح الذي لا مدمر له ..
لكن ما إن خطوت خارج بيتي ، حتى صدمت من هول الكارثة ..
ما اخبرتني به أمي أصبح وهما في الحلم ! و يا أسفاه يآ أماه ،، قد ضاع وقت تربيتي هباءاً !
أجل أيها الإخوة ، الحياء أصبح سلعة رخيصة بنظر الكثيرين ..
إنه يمنع عنهم المتعة ، الإختلاط ، التعرف و إشباع فضول أكاد أقول عنه السم القاتل .
الحياء ، ذلك الجلباب الأسود الذي يقيني ثمن المعصيات .. ثمن الكبائر و الإغراءات ..
أرادوا أن يعروني منه ، أن يجردوني من ملمسه الحريري على جلدي لكنني لطالما عرفت أنهم كانو
غيورين من أني وجدت طريقا إليه و مسارا لإعتناق عقيدته .
أحيانا في خلوتي ، في عزلتي و وحدتي أتسأل دائما عن فائدة تخليهم عن ضمير يرشدهم - الحياء -
و لكنني ما أسترجع عقلي إلى مكانه حتى أفهم السبب ..
إن تجاهله أفضل من محاولة تدميره !
يحسبون أنفسهم أجل َّ من أن يرتدوا ثياب الحياء ، و بذلك أخذتهم عزة النفس بالأثم
فقضوا على الشيء الوحيد ، و أصر على كلمة الوحيد الذي كان سيقف في منصة الشهود يوم القيامة
ليكون شفيعا لهم و ربما لن يضطروا لدفع ثمن حماقتهم ..
أحيانا ، يلقبوننا الآخرون بالمعقدين لأننا لا زلنا في وهم الحياء و الخجل ، يفترقون عنا و يضحكون
عندما يرون مجالسنا ، بل و يخيل لي أنهم يبصقون - أجلكم الله - على وجودنا ..
لأنهم يرون أنفسهم ملوكا فوق قمة التحضر لكني أراهم حجرة صغيرة في مستنقع الجهل و أظن هذا هو رأيكم ..
أستحلف الله و هو شاهد على كلامي : لو كان الحياء سلعة لأشتريته لهم ، لكنه كنز للنفوس المؤمنة !
وخير ..ختآم .. سلآم